أسعد الله أوقاتكم أحبتي
الكاتب: جوستاين غاردر
صوفي أمندسن هي فتاة في الرابعة عشر من عمرها، تعيش في النرويج عام 1990. تعيش مع قطها شريكان، وسمكتها الذهبية، وسلحفاتها، ووالدتها. والدها هو قبطان على ناقلة نفط، وهو بذلك متغيب معظم أوقات السنة، عموماً هو لا يظهر في الكتاب.
حياة صوفي تبدو متوترة مع بداية الكتاب، ويبدأ ذلك بأن تجد رسالتين غامضتين في صندوق بريدها فيها ("من أنتِ؟"، و"من أين جاء العالم؟")، ومن ثم بطاقة بريدية معنونة إلى "هيلد مولار كناج - بواسطة: صوفي أمندسن". وبعد ذلك تستقبل مغلفاً يحتوي على مجموعة أوراقٍ تجد فيها دروساً في الفلسفة.
بأسلوب تواصلٍ غامض، تصبح صوفي طالبة للفيلسوف "ألبرتو كنوكس" ذي الخمسة وخمسون عام؛ والذي يبدأ مجهولاً تماماً، وتدريجياً يكشف عن نفسه شيئاً فشيئاً ليتبين أن الرسائل والأوراق الفلسفية كانت منه، ولكن البطاقة البريدية لم تكن كذلك، فهي مرسلة من "ألبرت كناج"، المايجور العامل في قوى حفظ السلام لدى الأمم المتحدة العاملة في لبنان.
يشرع ألبرتو بتعليم صوفي تاريخ الفلسفة، وذلك بسرد الأحداث الفلسفية الهامة بدءاً من "الفلسفة اليونانية قبل السقراطية"، وصولاً لـ"لفلسفة الوجودية الخاصة بـ"سارتر". وبالإضافة للدروس الفلسفية، تحاول صوفي وألبرتو كنوكس في صفحات هذه الرواية الكشف عن الأسرار الغامضة المرتبطة بـ "ألبرت كناج"، والذي يتبين أنه يمتلك قدرات خارقة للطبيعة (كقدرات الاله التي في مخيلة الناس في ايام الفايغكينس )
تتعلم صوفي لاحقاً عن فلسفات القرون الوسطى من خلال دروسها مع ألبرتو كنوكس الذي يظهر فيها مرتدياً زيّ راهب في كنيسة قديمة، وتتعلم عن جان بول سارتر في مقهى فرنسيّ، وذلك ليضع ألبرتو أمام صوفي الظروف والأساليب التدريسية المناسبة لكل درس فلسفي، وقد بدأ ألبرتو درسه بإرسال أسئلة لصوفي بوقت سابق لتتفكر فيها، ومن ثم يرسل لها الإجابات عن تلك الأسئلة عبر الدرس.
وهنا تدمج الرواية بين الدروس الفلسفية والأحداث التي تحدث مع صوفي، حيث علاقاتها مع والدتها وأصدقائها. ولكن الجزء الأكبر من الرواية هو الجزء الفلسفي القائم على الدروس الفلسفية، والأسئلة والعلاقة مع "ألبرت كناج" الذي نجده يتدخل بحياة صوفي بشكل خارق، ويحاول هنا "ألبرتو" تدريب صوفي مقاومة ذلك عبر تعليمها كل ما يعرف عن الفلسفة. والذي يؤكد لها بأن الفلسفة هي الطريق الوحيد لمعرفة الإجابات عن العالم.
تتداخل في الرواية أحداث تعتبر مستحيلة، حيث ترى صوفي مرة نفسها في المرآة تغمز بعينيها الاثنتين، وترى حقيقة سقراط وأفلاطون. ولكن ككتاب فلسفيّ ناجح، نجد الإجابة المقنعة عن كل تلك الأحداث الغريبة مع قراءة صفحات الرواية، حين تستطيع صوفي و"ألبرتو" الهروب من "ألبرت كناج".
هنــا
رأيي الشخصي:
كانت هذه الرواية مشوقة جدا حقا، رواية تزرع في نفس قارئها حب الفلسفة والاستطلاع
^__^